top of page

الوصول الحر للمعلومات: المفهوم، الأهمية، المبادرات


إن الوصول الحر هو جعل المحتوى المعلوماتي حراً ومتاح عالميا عبر الانترنت، حيث أن الناشر يحفظ أرشيفات على الخط المباشر يتاح الوصول إليها مجانا، أو أنه أودع المعلومات فى مستودع مفتوح الوصول ومتاح على نطاق واسع. والوصول الحر يعد نمط جديد للنشر العلمي نشأ لتحرير الباحثين والمكتبات من القيود المفروضة عليها .

ويبدو أن نظام الاتصال ولاسيما نظام الاتصال العلمي أصبح في الآونة الأخيرة غير قادر على تقديم الخدمة المرجوة منه إلى جميع الباحثين والمتخصصين، حيث يجد الباحثين والمتخصصين أنفسهم يفتقروا إلى الوصول إلى المعلومات نتيجة قلة قدرتهم للوصول إلى المعلومات العلمية ، حيث يوجد أكثر من عشرون ألف دورية علمية ومع تزايد الدوريات أصبح يلوح في الأفق ما يعرف بأزمة الدوريات Periodicals Crisisحيث شهدت أسعار الدوريات في الارتفاع مما دفع الباحثين والمتخصصين بالعمل على المناداة للحد من هذه الظاهرة حتى يتمكنوا من مواكبة التطورات الحادثة كلاً في مجال تخصصه.

وبدأ النشر الإلكتروني يتبلور شيئاً فشيئاً في التسعينات من القرن الماضيوأحدث نقلة نوعية فى إتاحة مصادر المعلومات على الإنترنت بيسر وسهولة .

ويعرف قاموس المكتبات وعلم المعلومات المتاح على الخط المباشرODLISالنشر الإلكتروني بأنه عبارة عن عملية لتزويد المعلومات بالصيغة الإلكترونية وإتاحتها للمستفيدين والمشتركين عن طريق شبكة الإنترنت أو عن طريق خدمة الخط المباشر ويندرج تحت النشر الإلكتروني كل من : الكتب الإلكترونية ، الدوريات الإلكترونية ، النشرات الإخبارية وقواعد البيانات الإلكترونية .

ونتيجة لانتشار النشر الإلكتروني ظهرت الدوريات الإلكترونية التي ترى " أمنية صادق " بأن:

"الدوريات الإلكترونية هى الابن البكر للنشر الإلكتروني وأن الكتاب الإلكتروني هو الابن الشرعي الثاني

فعرف مكنز واصفات إيريك Thesaurus of ERIC Descriptor الدوريات الإلكترونية بأنها تلك الدوريات التي عادة ما تكون مصنفة موضوعياً وتنشر وتبث على شكل نص إلكتروني أو نص فائق ويعنى الهيبرتكست Hypertext إلى شبكة الإنترنت أو إلى أي وسيط أخر من الوسائط المعروفة للحاسب الآلي مثل الاقراص الضوئية

وهناك تعريف آخر للدوريات الإلكترونية حيث عرفتها Grant بأنها عبارة عن منشور متاح بالصيغة الإلكترونية على شبكة الإنترنت ويمكن أن تنشر إلكترونياً أو ورقياً أو كلا الشكلين الورقي والإلكتروني معاً وهذا ما يتوافق مع تعريف الدورية المطبوعة حيث أنها تنشر على فترات منتظمة ولها هيئة تحرير وتصدر فى أعداد تحمل عنوان مميز محدد لها سلفاً .

أما بالنسبة للدوريات المتاحة على الخط المباشر Online Journals فعرفتها مارجو ساسيه Margoo Sasse بأنها عبارة عن بعض الدوريات التي يتم مسحها ضوئياً وتخزن على المراصد الإلكترونية وبناء على ذلك يمكن استرجاعها إلكترونيا كما أنها تستخدم شبكة حاسبات لتبادل وتقييم وتخزين المعلومات .

ويتضح من هذا التعريف للدوريات المتاحة على الخط المباشر أنها عبارة عن دوريات إلكترونية ولكن لها إصدارة مطبوعة أي أن الدورية متاحة فى كلا الشكلين الورقي والإلكتروني معاً كما عرفتها Grant .

تعددت التعريفات المتعلقة بمصطلح Open Access حيث يتبارى الباحثون والمؤسسات وأيضاً المبادرات والمشروعات على وضع تعريف محدد ، وفيما يلي نستعرض أهم هذه التعريفات:

في البداية نعرف مصطلح الوصول Access : يستخدم البعض كلمة "الإتاحة" أو كلمة "النفاذ" فيقصد به إمكانات الإفادة من مصادر المعلومات المتوافرة بالمكتبة أو مركز المعلومات بشكل مادي أو مختزنة إلكترونياً فى أوعية التخزين بها أو من خلال إمكانات الوصول إليها بواسطة شبكات للمعلومات المتاحة لمجتمعها.

وفيما يتعلق بالحاسب فإن المصطلح يعنى قدرة المستفيد على الوصول إلى البيانات المختزنة على حاسب أو نظام حاسب.

مصطلح الوصول الحر Open Access يقصد إتاحة الإنتاج الفكري مجانا على شبكة الانترنت، وحق المستفيد فى القراءة، والتحميل الهابط، والنسخ، والطبع، والتوزيع، والبحث ، دون أن يدفع مقابل ذلك .

و يعــرف " وحيد قدورة " الوصول الحر بأنه : " تكريس لمبدأ مجانية الوصول إلى المنشورات العلمية للتصدي للارتفاع المستمر لأسعار الدوريات العلمية ، هذا على المستوى الاقتصادي ، أما على المستوى الاتصالي فالمبدأ هو التداول السريع للمعلومات العلمية بين الباحثين والحصول على مرئيات أفضل للأدبيات العلمية ، ومن هذا المنطلق يرد مفهوم الوصول الحر والذي يهدف إلى إتاحة المعلومات وإنشاء مكتبة عالمية قابلة للتبادل على الدوام.

ويعتبر " عبد المجيد بوعزة " : الوصول الحر للمعلومات من المبادئ التي ما انفك المجتمع الأكاديمي ينادى بها بهدف تحقيق التواصل فى مجال البحث العلمي وتبادل الأفكار ، وإتاحة نتائج البحوث العلمية وإثراء الحوار بين الباحثين وتهيئة الظروف الملائمة التي من شأنها أن تسهم فى التقدم العلمي .

وتعرف AFLA الإفلا مصطلح Open Access هو الوصول الحر بصورة عامة للإنتاج الفكري العلمي وكذلك التوثيق البحثي ، ويعتبر هذا في حد ذاته عاملاً حيوياً يساعد في فهم العالم الذي نعيش فيه ويعيننا في الوصول إلى حلول من شأنها مواجهة التحديات العالمية ، وبصفة خاصة التفاوت في حصولنا على المعلومات.

وعرف معجم SCHOLARLY COMMUNICATIONS GLOSSARY مصطلح Open Access : هى تلك المعلومات المتاحة في شكل رقمي ومجاني على الخط المباشر من خلال الاتفاقيات والتراخيص الحرة لحقوق الملكية الفكرية.

وأجمل Peter Suber ـ الذي يعد من أبرز رواد حركة الوصول الحر ـ مصطلح Open Accessبأنه هو ذلك المصطلح الذي يتخطى الحواجز ويتيح البحث العلمي الحر على الخط المباشر للإنتاج الفكري العلمي .

وهناك تعريف أخر لمعجم OA and IR glossary, webliography and further reading أشار إلى مصطلح Open Access يتجه نحو الإتاحة المجانية على الخط المباشر للمقالات البحثية لأي شخص من خلال شبكة الإنترنت

أما "Peter Super " : فقد حدد ملامح الوصول الحر للمعلومات على أنها تعتمد على الشكل الرقمي Digital، الاتصال المباشر On Line، الإتاحة دون مقابل Free of Charge، كما أنها متاحة دون قيود رقابية أو قيود صارمة على حقوق النشر و الـتأليف.

ومن التعريفات السابقة نجد أنها تدور معظمها على نقاط محددة :

هي الإتاحة المعلومات Availability فى النص الكامل Full-Text وبشكل مجاني Free ومباشر Immediate ويتسم بالاستمرارية وبشكل دائم Permanent على الخط المباشر On-Line, والمستفيدين بشكل عام for Public.

وهناك طريقان رئيسان للوصول الحر:

  1. الطريق الذهبي Gold Road : ويعني القيام بنشر دوريات علمية محكمة لا تهدف إلى الربح المادي، وتسمح للمستفيدين منها (دون أية رسوم) بالتمكن من الوصول عبر الإنترنت إلى النسخ الإلكترونية من المقالات التي تقوم بنشرها. وتنبغي الإشارة إلى أن هذا النمط من الدوريات يتمتع بالخصائص نفسها التي تتمتع بها الدوريات المقيدة ذات الرسوم، وعلى رأسها التحكيم العلمي للمقالات.

  2. الطريق الأخضر Green Road : ويعني قيام الدوريات القائمة على الربح المادي، بالسماح وتشجيع إيداع المقالات المحكمة المنشورة بها (في نفس وقت النشر أو بعده بفترة قصيرة) في مستودعات متاحة على العموم على الخط المباشر.

وقد نتج عن هذا الأسلوب بالفعل إنشاء مستودعات رقمية تشتمل على عديد من تلك المقالات العلمية المحكمة، فضلا عن اشتمال بعضها على الأنماط الأخرى من الإنتاج الفكري

ويري البعض أن الطريق الثاني يعد من مشكلات الإتاحة الحرة حيث يتحول المؤلف إلى ممول لعملية النشر، بعبارة أخرى فالمؤلـف يدفع لينشر إنتاجه الفكري، فى حين تتاح المادة العلمية مجانا للمستفيد ، وهذا عكس ما كان متعارف عليه فى النشر التقليدي سابقا .

ويرى " Wilson" : أن هذا الطريق " الطريق الأخضر " لا يمثل النمط الأمثل للوصول الحر للمعلومات لأن عملية الوصول الحر للمعلومات قد تتأثر على حسب قدرة المؤلف أو الجهة القائمة على نشر الدورية على التمويل للنشر و الوصول والإتاحة الحرة .

ونستعرض فيما يلي لمحة تاريخية موجزة عن الوصول الحر للمعلومات :

فقد كانت البداية الفعلية للدوريات العلمية فى عام 1665وكانت فى ذلك الحين تمثل فرصة أمام الباحثين لنشر أعمالهم بسرعة وضمان توزيعها على نطاق واسع ، فضلا عن أنها كانت وسيلة لإثبات حق السبق فى الوصول لنتائج أبحاثهم العلمية ، وكانت الدوريات فى بداياتها الأولى لا تدفع مقابلا ماديا للمؤلفين، وإنما كانت تهبهم مكافآت مقابل جهودهم العلمية ، ومع مرور الوقت وحتى الآن تمثل المقالات المنشـورة من خلال الدوريات العلمية أحدث تطورات المعرفة ، وتعد وسيلة هامة لتقييم الأعمال العلمية ، ووسيلة لتطوير البحث العلمي .

ومع تزايد الدوريات شهدت الدوريات أزمة فعلية ، وتعرضت للكثير من الجدل والنقاش وذلك بسبب ارتفاع أسعارها بشكل مبالغ فيه ، مما أثر سلباً على ميزانيات العديد من المكتبات ومرافق المعلومات ، وكنتيجة طبيعية لهذا الارتفاع قللت الكثير من المكتبات اشتراكاتها لعدد كبير من الدوريات مما أدي إلى فقدان الكثير من الباحثين الفرصة في متابعة أعداد الدوريات العلمية ، ومن ثم متابعة الجديد فى عـالم البحث العلمي وتطوراته.

ومع ظهور الإنترنت والنشر الإلكتروني و حققت المعادلة الصعبة والمميزة في نفس الوقت بإمكانية إتاحة هذه الدوريات و إمكانية الوصول المباشر ، وقد أسس الفيزيائي Paul Ginsberg أول خدمة للإتاحة من خلال الإنترنت قبل النشر ، ففي عام 1991 سمح للعلماء بمشاركة أفكارهم وآرائهم قبل عملية النشر ، وذلك عن طريق إنشاء أول قاعدة بيانات لبحوث ما قبل النشر فى مجال الفيزياء. وبعد مرور ثلاث سنوات أدرك العالم البريطاني Steven Harnad أهمية الإيداع من خلال الإنترنت ، وتحفيز وحث العلماء والباحثين على أن يقوموا فورا بالأرشفة الذاتية وإيداع أعمالهم و إتاحتها بشكل حر ، وتم إنشاء مستودع للمنشورات العلمية فى جامعة سوثامبتون فى عام 1997 بهدف تجميع بحوث ما قبل النشر وما بعده ، وذلك إيمانا بأن الوصول الحـر من شأنها إزالة عائق الاشتراكات المادية التي بالتبعية تعوق المشاركة عبر العالم وشهد مشروع Harnadالكثير من الجدل حتى وصل مبدأ الوصول الحر لما هو عليه الآن .

وشهد عام 1998 حركة أقوى فى طريق الوصول الحر وذلك بتأسيس SPARC اتحاد النشر العلمي والمصادر الأكاديمية حيث دعم زيادة حجم المواد المتاحة عن طريق الوصول الحر في مجال الطب الإحيائي خاصة بعد انضمام المؤسسة الصحية الوطنية NIH ورغم معارضة بعض الجمعيات والناشرين التجاريين إلا أن عدد الدوريات المتاحة عن طريق الوصول الحر بنصوصها كاملة قد بلغت 160 دورية ، وأصبحت المؤسسة الوطنية للصحة مسئولة عن فكرة الإتاحة الحرة للدوريات الطبية.

أن الوصول الحر يأخذ شكل عدد من المبادرات التشريعية مثلما فعل الاتحاد العام للبحث عام 2006 في الولايات المتحدة الذي يضمن أن يكون تمويل البحث حكومياً حتى يجعله متاحاً بحرية أكثر في جميع أرجاء العالم . علاوة على ذلك ممارسة العديد من الضغوط على جهات علمية من أجل إتاحة أبحاثهم لجمهور المستفيدين على سبيل المثال المعهد القومي للصحة.

مبادرات الوصول الحر للمعلومات :

البدايات الأولى للوصول الحر للمعلومات كانت مبادرة المكتبة العامة للعلوم عام 2001 بدأت هذه المبادرة بتوجيه رسالة مفتوحة من قبل باحثين من دول مختلفة، طالبوا فيها الناشرين السماح لهم بإتاحة المنشورات العلمية مجانا في مكتبات عامة على الخط.

عن عزمهم إنشاء مكتبة عامة على شبكة الانترنت قصد توفير المحتوى الكامل لنتائج البحوث المنشورة في علوم الطب والأحياء. وهذه المكتبة العامة ستساهم بالخصوص، كما جاء في الرسالة المفتوحة، في الرفع من إمكانية إتاحة الأدبيات العلمية للعموم، وفي دعم الإنتاجية العلمية حتى تكون عامل تقارب بين مجتمعات الباحثين في العلوم الطبية والإحيائية .و أعلنوا

ويري البعض أن البداية الحقيقية للوصول الحر للمعلومات مع انطلاق ما يعرف بمبادرة بودابست للوصول الحر ‏( Open Access Initiative)‏ في الأول من فبراير عام‏2002. وهي مبادرة تحاول بناء مجتمع بحث علمي عالمي يتخذ من الانترنت مجالا لحركته ، ويتم خلاله تبادل المعلومات والبحوث والوثائق والدراسات الكاملة بشكل حر ودون عوائق بين مئات الآلاف من العلماء المنتشرين حول العالم ، ووقع علي هذه المبادرة ‏16‏ عالما وأكاديميا كانوا يشاركون في أحد المؤتمرات التي نظمها معهد المجتمع المفتوح ، وكانوا يمثلون العديد من المجالات الأكاديمية والعديد من الدول وخبرات مختلفة في مجال بناء حركه الوصول الحر للمعلومات ، وخلال السنوات الماضية ارتفع عدد الموقعين والمشاركين في المبادرة وتجاوز عشرات الآلاف من الأفراد والمنظمات من مختلف أنحاء العالم يمثلون جهات بحثيه وجامعات ومعامل أبحاث ومكتبات ومؤسسات وناشرون وجمعيات علميه‏.‏ وتدعو هذه الحركة كل العلماء من جميع التخصصات لوضع نسخ من أوراقهم البحثية وإنتاجهم العلمي بشكل كامل ومفتوح المصدر علي موقعها بالانترنت، بحيث يمكن لأي باحث أو عالم أخر حول العالم الوصول إليه بشكل حر، كما تدعوهم لإضافة أنفسهم إلى دليل أو كشاف الباحثين والبحوث والعلماء‏,‏ وتستقبل هذه المواقع جميع الدراسات بأنواعها ، كما تعمل علي توفير آلية أمام العلماء من مختلف أنحاء العالم للمشاركة في تخطيط وتنفيذ ومتابعه وتطوير المشروعات البحثية في شتي المجالات‏.

ومنذ الإعلان عن مبادرة الوصول الحر في فبراير‏2002‏ توالي ظهور العديد من المبادرات والحركات الداعمة لها‏، والتي تبذل جهودا مماثله في مجال الوصول الحر في البحث العلمي وجميعها ظهر ومارس فعالياته عبر الانترنت .

أهمية الوصول الحر للمعلومات

ظهر جلياً مبدأ الوصول الحر للمعلومات وأخذ يتزايد ينمو شيئاً فشيئاً وأصبح مطلباً ملحاً للباحثين والمتخصصين لكي يسهل لهم الوصول إلى المعلومات وتمنحهم الفرصة للإفادة منها والبحث فيها دون أية قيود خاصة مع مصادقة الكونجرس الأمريكي على مشروع قانون Martin Saboوالمعروف بـ Public Access to Science Act الذي ينص على إعفاء البحوث الممولة من طرف الحكومة الفيدرالية من قانون حقوق النشر، وهو ما سيجعلها متاحة مجاناً أم جمهور المستفيدين ().

حيث أكد Willinskyعلى أن الفائدة المرجوة من مبدأ الوصول الحر في الوقت الراهن وعلى المدى الطويل مرتبطاً ارتباطاً وثيقاً بالأهداف المرجو تحقيقها من البحث العلمي ذاته ()

كما وضح " Stephen Heinemamأن الاتجاه نحو الوصول الحر أصبح مفهوماً من الجميع وأنه ليس حكراً على أحد أو مقتصراً على معهد أو مؤسسة بعينها أو جامعة محددة ، حيث أن الوصول الحر مهمته واضحة هي إتاحة العلم وحرية البحث والوصول إلى المعلومات لجمهور المستفيدين(). والدليل على ذلك أن الوصول الحر أتاح الوصول إلى الأبحاث قبل النشر وبعده كما هو الحال في الأعمال البحثية للفيزيائيين ، وهذا يؤكد على أن القطاعات العلمية لديها وعي بأهمية الوصول الحر بأنها تسير في هذا الدرب منذ 14 عاماً مضت ، ونتيجة لذلك أن الأبحاث يتم قراءتها والاستفادة منها والاستشهاد بها بيسر وسهولة .

حيث أجريت دراسة حول تأثير الوصول الحر في الاستشهادات المرجعية فأكد Hitchcock أن الوصول الحر في تزايد مستمر من خلال حصر الاستشهادات المرجعية لمصادر الوصول الحر وأنها أصبح واسعة الانتشار أكثر مما كانت عليه في السابق.

كما أن الوصول الحر Open Access تخدم مجموعات مختلفة ومتنوعة من البشر فهي تعد مجال خصب جدا أمام المؤلفين Authors باعتبارها وسيلة فعالة لإثراء معلوماتهم ، وتوسيع قاعدة المستفيدين من الإنتاج الفكري لهم ، والحصول على ردود فعل مباشرة وسريعة حول إنتاجهم الفكري الحديث ، كما أنها تعد وسيلة أخري لتحديث المادة العلمية . كما يخدم الوصول الحر أيضا القراء أو المستفيدين Readers / End Usersباعتبارها تكسر كل القيود أو الحدود المفروضة نحو الحصول على الإنتاج الفكري مقارنة بما كان عليه الحال في السابق متخطيه أي حواجز مالية أو مكانية أو زمنية ... الخ ، هذا بالإضافة لخدمة الوصول الحر لقطاع عريض من المدرسين ، والطلاب ، والمكتبات ، والجامعات ، والدوريات ، والناشرين ، والحكومات ، والمواطنين ، والجهات الرسمية وغير الرسمية ( أي جمهور المستفيدين ) .ولا يقتصر الوصول الحر على هذه الفئات بل أن الإعلاميين والسياسيين اليوم على سبيل المثال من أشد المطالبون بالوصول الحر للمعلومات ورفع الحذر وجميع القيود في الوصول إليها، حيث يعدون تدفق المعلومات للمستفيد أمر جوهري للديمقراطية وحرية التعبير.

وتشير Hanna Kwasik إن فكرة إتاحة المعلومات في حد ذاتها ليست وليدة اللحظة فإن النشر والتوزيع يمثلان عملية إتاحة للمعلومات إلى المستفيد ولكن في شكلها التقليدي تحكمها العديد من القيود الرقابية والمالية سواء للاقتناء أم للاشتراكات ، وإن الوصول الحر يعد تطور فرضته التقنية الحديثة كمحاولة لتخطى وتذليل العقبات السابقة ، وتستعرض Hanna Kwasik مقارنة بين مراحل الإتاحة التقليدية ومراحل الإتاحة المتطورة متمثلة في الوصول الحر كما يلي :

ويؤكد Peter Suber على أهمية الوصول الحر للمعلومات بقدرتها على تحقيق ثلاث أهداف وهي:

1ـ ضمان وصول المستفيد، من خلال الاستعمال الأمثل للتكنولوجيات المتنوعة، إلى المعلومات العلمية والتقنية التي تلبي حاجياته، وهو ما يعني ضرورة إتاحة المعلومات الحرة على الشكل الإلكتروني .

2ـ استمرارية هذا الوصول، وهو ما يعني التمكن ليس فقط من رقمنته وأرشفته، بل من الاحتفاظ به واسترجاعه كلما دعت الضرورة .

3ـ مجانية هذا الوصول، أي انتفاء أي نوع من أنواع القيود، سواء منها المفروضة عن طريق حقوق التأليف أو عبر رخص الاستعمال الأخرى .

مميزات وعيوب الوصول الحر للمعلومات :

يمكن بلورة مميزات الوصول الحر للمعلومات فيما يلي:

1ـ أن الوصول الحر للمعلومات يعد قوة يجذب للباحثين ونظراً لأن المعلومات المتلقاة منها ذات قيمة شمولية بمعنى أنها تغطى مجالات الاهتمامات كافة من أهمها المعلومات العلمية والتكنولوجية، بالإضافة إلى أن الشمولية تعنى عرض المعلومات بصورة متكاملة تظهر معها مختلف وجهات النظر التي تتناول الموضوع مما يضفى قيمة مضافة و فائدة كبيرة على متلقي المعلومة حيث تعرض عليه الآراء المختلفة كافة مما يضيف عمقاً على المعلومات المتلقاة

2ـ سهولة ومشروعية التعامل مع مصادر الوصول الحر دون أي قيود تعيق الاستخدام المشروع حيث أن مصادر الوصول الحر تتسم بأنها متاحة لجمهور المستفيدين مجاناً .

3ـ مصادر الوصول الحر تتسم أيضاً بالتحديث المستمر للمعلومات مما يزيد بعداً أخر من الاستفادة منها في كافة المجالات ولاسيما التي تتسم بالتطور السريع والمتلاحق . وهذا يضمن استمرارية بقاء مصادر الوصول الحر وندرة توقفها .

وهناك العديد من المزايا للوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية كما وضحها " كمال بوكرزازة " :

1 ـ كسر احتكار الناشرين فيما يتعلق بتوزيع البحث العلمي، حيث إنه يجعل الوصول للمعلومات العلمية والتقنية أكثر عدلا وإنصافا.

2 ـ يتيح للمؤلفين الاحتفاظ بحق النشر، والبث المتزايد لأعمالهم على نطاق واسع.

3 ـ تسريع وتيرة البحث العلمي والتقني، إذ أن هذا النظام يسمح بالتخفيض فى آجال نشر المقالات من 12 شهراً فى المتوسط إلى بضعة أسابيع أو حتى بضعة أيام.

4 ـ تقوية الإنتاجية العلمية.

5 ـ تقوية التواصل بين الباحثين من مختلف التوجهات().

ومن مميزات الوصول الحر للمعلومات وإثرها على تطور البحث العلمي وخدمة الباحثين بصفة عامة تضيف " سرفيناز حافظ "() عدة مميزات هي :

1ـ تقليص الوقت اللازم لعملية البحث العلمي .

2ـ تسهيل نقل و تبادل المعلومات، وإمكانية نقل و تحويل وتعديل البيانات .

3ـ الوصول المباشر للمواد المتاحة والإطلاع عليها و مواكبة التطورات أولا بأول ، و من ثم تخطى الحدود الزمنية .

4ـ إمكانية النشر المباشر للبحوث العلمية ، و من ثم التغلب على عدد من المشكلات كتأخر نشر البحوث ، وإعلان النتائج العلمية قبل تقادمها .

5ـ متابعة الأخبار العلمية من ندوات وتقارير ونشاطات علمية و اختراعات أولا بأول .

يمكن تحديد العيوب أو المشكلات التي تقف أمام الباحثين تجاه الوصول الحر للمعلومات فيما يلي:

1ـ عدم توفر الدراية الكافية لدى الكثير من الباحثين نحو استخدام أدوات البحث الملائمة لتحقيق الوصول للمواد التي تخدم بالفعل الحاجة البحثية .

2ـ اضطراب الباحث وحيرته أمام توافر كم هائل من المواد المستدعاة ، وعدم قدرته على التمييز بين المواد أو النتائج ذات الصلة بموضوع بحثه ، والنتائج التي لا تضيف له جديدا أو ربما تكون بعيدة الصلة عن موضـوع البحث ، مما يترتب عليه ضياع الكثير من الوقت فى عملية التصفح، والتحقق من المواد ذات الصلة بموضوع بحثه .

3ـ عدم الوصول فى كل الأحوال للنصوص الكاملة Full Text

4ـ مدى صحة و مصداقية المعلومات المتاحة من خلال الإنترنت ، ومدى قدرة الباحث على التمييز ما بين الغث والثمين من المواد المتاحة .

5ـ ليست كل الوثائق متاحة بالفعل فى الشكل الإلكتروني .

6ـ التغير الدائم فى عناوين العديد من المواقع الإلكترونية ( URL )Uniform Resource Locator ومن ثم ربما لا يستطيع الباحث العودة مرة أخرى للحصول على المعلومات نفسها أو متابعة تحديثها .

7ـ الاختلاف و التغيير المستمر فى المعلومات المتاحة يوما عن يوم عبر الإنترنت ، مما ينعكس على صحة وجودة الاستشهادات المرجعية .

ويرى Peter Super وجود أربع عيوب واضحة مازالت ملازمة للوصول الحر ، و ربما تستمر لفترة ما ، وهى :

1ـ الفلترة أو الرقابة Filtration حيث أن العديد من المؤسسات أو الهيئات أو الحكومات مازالت تقوم بعملية فلترة أو تنقية قبل النشر ، بمعنى نشر الجزء دون الكل فى كل الأحوال.

2ـ القيود اللغوية ، إذ إن معظم المواد المتاحة باللغة الإنجليزية مما يعيق تحقيق الإفادة أمام عدد كبير ممن لا يجيدون اللغة الإنجليزية ، و فى المقابل توجد مشكلات في الترجمة الآلية .

3ـ قيود الوصول الحر أمام المعاقين Handicaps

4 ـ مشكلات الاتصال و التي مازالت تعانى منها العديد من الدول ، بسبب ضعف البنية التحتية.

قائمة المراجع والمصادر

()Reitz, Joan M. Dictionary for library and information science.- Westport, Conn. : Libraries Unlimited, 2004.- p.501.

()Tenopir ,C. Online Scholarly Journals: how many? Accessed7/11/2008 Available on http://www.librayjournal.com/articale/CA374956?display=searchresults&text=tenopir

()Björk , B .Christer and Ziga, Turk .The Electronic Journal of Information Technology in Construction (ITcon): an open access journal using an un-paid, volunteer-based organization .- Information Research.- Vol.11,No.3(2006). p255.Accessed21/6/2008

Available onhttp://InformationR.net/ir/11-3/paper255.html /

()On Line Dictionary of Library and Information Science ( ODIS )Accessed10/2/2009Available on http://we.su.edu/Library/odlis.html

() صادق ، أمنية مصطفى . الكتاب الإلكتروني . ـــ القاهرة : المؤلف ، ديسمبر 2000 . ص 3 .

() Thesaurus of ERIC Descriptor Accessed10/2/2009 Available on

http://ecrpuiue.edu/VInI/cesarone.html

() http://www.cml.org/Monday/Electronic/grant.html

()Sasse, Margo & Jean, Winkler. Electronic Journals IN: Advances in Librarianship. Ed / by Godden .- Sandiego : Academic Press Inc,1993 . P 51

()عبد المعطى ، ياسر يوسف. معجم علوم المكتبات والمعلومات : إنجليزي – عربي / ياسر يوسف عبد المعطى، تريسا لشر.- الكويت : مجلس النشر العلمي، 2003.- ص 8.

()Reitz, Joan M. Ibid.

() The Impact of open access journals : a citation study from Thomson ISI, 2004.- p.1.

() وحيد قدورة . الاتصال العلمي و الوصول الحر للمعلومات العلمية.- مصدر سابق . ـ ص 168.

() عبد المجيد صالح بوعزة. ـ مصدر سابق .- ص147.

()Statement on Open Access to Scholarly Literature and Research Documentation Accessed 10/ 9/ 2008 Available on:http://www.ifla.org/V/cdoc/open-access04.html

()SCHOLARLY COMMUNICATIONS GLOSSARYAccessed10/9/2008 Available on:

http://bucknell.edu/documents/ISR/SCHOLARLYCOMMUNICATIONSGLOSSARY.pdf

()Guide to the Open Access MovementAccessed26/12/2008Available on: http://www।earlham.edu/~peters /fos /guide.htm

OA and IR glossary, webliography and further readingAccessed28/12/2008.Available on: http://www.e-space.mmu.ac.uk/e-space/bitstream/2173/11106/2/oa+glossary+and+reading+list.pdf

()Peter Suber. Open Access, Impact and Demand : Why some authors self archive their articles. Accessed10/9/2008.Available onwww.earlham.edu/peters

()فراج ، عبد الرحمن. مصادر الوصول الحر في مجال المكتبات وعلم المعلومات؛ دليل إرشادي . ـ مجلة المعلوماتية . ـ ع 20 (2007 )

()T.D. Wilson. Information, Communication and Society .- Svensk Bibliotksforskning, Vol.15,No.2 (2006) .- PP.1-12 .

() Karen M Albert. Open Access: implications for scholarly publishing and medical libraries.- Journal of the Medical Library Association .- Vol.94, No.3( july2006) -P2.

()JULIET. Research funders.open access policies.-University of NottinghamAccessed10/9/2008.

Available on http://www.sherpa.ac.uk/juliet/

() Public Library of Science. 2001Available on www.plos.org/support/openletter.shtml

() Budapest Open Access Initiative (BOAI)Available on http://www.soros.org/openaccess /read .shtml/

() نزهة الخياط . الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية . المفاهيم والإشكاليات: تمثلها، وانعكاساتها على الأدوار والوظائف الأساسية للمكتبيين ومهنيي المعلومات في العالم العربي في :المؤتمر الثامن عشر للاتحاد العربي للمكتبات والمعلومات. مهنة المكتبات وتحديات الواقع والمستقبل و دورها في الوصول الحر للمعلومات العلمية والتقنية . ـ جدة 17- 20- نوفمبر 2007

() Open Access Law introduced Accessed10/2/2009 Available on

http://genomebiology.com/researchnews/defaultasp?arx_id-spotlight-2003067-0/

()Willinsky,J. The access principle: the case for open access to research and scholarship Cambridge,MA:MIT.2006

() HARNAD, Stevan .Open access publishing raises questions.Neuroscience QuarterlyAccessed22/7/2008Available on http://www.sfn.org/?pagename=neuroscienceQuarterly_06winter_main

()Kurtz,M.J .Restrictive access policies cut readership of electronic research journal articles by a factor of two. National Policies on Open Access (OA) Provision for University Research Output: an International meeting Retrieved Southampton, UK: Southampton UniversityAccessed22/7/2008Available on:http://opcit.eprints.org/feb19oa/kurtz.pdf/

()Hitchcock,S.The effect of open access and downloads(hits) on citation impact: a bibliography of studies. The Open Citation Project, University of Southampton Retrieved.Accessed22/7/2008Available on:http://opcit.eprints.org/oacitation-biblio.html/

() كارتر، جيمي. أميركا بين "الهوس بالسرية" والتدفق الحر للمعلومات.Accessed22/7/2008Available on:

http://www.siironline.org/alabwab/maqalat&mohaderat(12)/545.htm

()Hanna,Kwasik , Pauline O. Fulda . Open Access and Scholarly Communication : A Selection of Key Web Sites .- Science and Technology Librarianship.- نقلاُ عنسرفيناز أحمد محمد حافظ . مصدر سابق.

()Peter, Suber . A very brief introduction to open accessAccessed26/9/2008Available on:www.Earlham.edu/~peters/fos/brief/.htm

() بوكرزازة ، كمال . الدوريات الإلكترونية العلمية بالمكتبات الجامعية وأثرها على الدوريات الورقية ( 2 ) .- Cybrarians journal. ع11(ديسمبر 2006) Accessed26/9/2008Available on:

www.cybrarians.info/journal/no ll/ejournals.htm

()حافظ،سرفيناز أحمد محمد . مصدر سابق .

() Peter Suber. Ibi


Featured Posts
Recent Posts
Archive
Search By Tags
No tags yet.
Follow Us
  • Facebook Basic Square
  • Twitter Basic Square
  • Google+ Basic Square
bottom of page